بقلم المبدع رشدي مازيغ

في أعماق الكون الشاحب، تضيع مختلف الأحاسيس الصادقة في شوارع الغياب، لا أحد يستطيع تغيير مسار أحد، كل القلوب القاسية جعلت من الأشخاص الطيبين يفرون بأنفسهم من جحيم الهاوية، في طريق الفرح و صنع بعض الأحلام، إنسلت لوحة توجيه و إنحراف أغرقت أجنحة الآمل في بئر الضياع. 
تتردد على مسامع آذاننا مختلف الحكايات الشهية التي لا يستطيع لها البدن ملمسا و لا المال مصرفا و لا اللباس ملبسا، نستمع لها ككل معزوفة تطربنا لدقائق معدودة من الوقت الخائن لتغادر و تتركنا في أرض العدو مندهشين و محتارين .
نرى في أجواء الحيرة و الدهشة كل الحدود التي لا تسمح لنا بتقمص دور البهلوانيين، و ذلك لوقوفنا في زاوية قائمة لا يمكن تغيير إستقامتها الطويلة، و ذلك لحمايتنا من الوقوع في نشوة الخطيئة .
كأشخاص محملين بالمبادىء و محوطين بالأحلام و مملوئين بالأهميات الدنيوية من وقائع و أوهام من أخبار و أسرار من أعمال و إنكسارات من نجاحات و إخفاقات، تتجرد في نظراتنا مختلف التساؤلات و ترتمي داخل معارفنا مختلف الإجابات ، ..
هل نحن نعيش في عالم رقمي، همه الوحيد سرقة لحظات عمرنا القصيرة ؟
أم نعيش في عالم واقعي، همه الوحيد كشف الحقائق المرة لنا .. !
لا نعلم السر هنا و هناك ؟
لا نريد أن نرتدي أسرار الحقيقة و هي مطعونة تنزف، و نكتفي بمعطف الوهم المغتال و هو في سعادة تقال . 
في أعماق هذا العالم، نتوه ولا نعود ، نغرق بدون سباحة ، نطير بدون أجنحة ، نكتب بدون قلم ، نبتسم بدن ملامح ، نبكي بدون دموع ، نجري بدون أرجل ، نلوح بدون أيدي ، نتكلم من خلف الجدار .
في دنيا الأرق  هذه تهتز طيات أرواحنا  على معازف مخضبة بدمع السماء، و تكتفي بشرب النهر من دموع البحار .. !


شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

Enregistrer un commentaire