المبدعة سماح زهرمان تكتب

حتَّى عندَما نَقسوا ، نَبْحثُ عنِ اللّينِ في قلوبِ الآخَرين، و رغم النارِ التي تتأججُ في دواخلنا ، نكونُ في أمسِّ الحاجةِ لعناقٍ دافئٍ مسالمٍ يبعدنا عن زمهرير الوحدةِ و الحرمان. حتَّى عندما نصفح ، يبقى على قشورِ قلوبِنا لمساتٌ سوداءُ طفيفة ، لتكونَ وعكاتٍ عاطفيةٍ كلَّما باغتنا الحنين. حتَّى عندما نطمئن ، تبقى السَّكينةُ بعيدةً عنَّا درجات ، يلازمنا خوفُ الانكسارِ طاغيًا على الفؤاد ، و تدومُ اللآلئُ على أطرافِ الجفونِ ، و كَأنها تستحضرُ أوانَ نزولِها. حتَّى عندما نغيب ، تبقى أصواتُنا نواقيسَ حُبٍّ في آذانِ الأوفياء ، تخلقُ صورُنا جدرانَ طمأنينةٍ في نفوسهم ، و تظلُّ كلماتنا سطورَ عِشقٍ و ألحانًا تُعزَفُ على أوتارِ الوجدِ و الاشتياق.
صِدقًا ، و رُغْمَ ذلك ، أحاولُ جاهِدةً أن أتغلَّبَ على اِسودادِ قلبي ، أن أكسرَ حاجزَ الصمتِ المقنَّعِ خَلف انعِدامِ الشعور ، أن أخُطَّ بحبري سعادةً حتَّى لو كانت مؤقَّتة ، أن أتنفسَ رغمَ كلِّ ضيقٍ أبتلعُه ، أن أخرجَ من زحامِ يأسي و انكساري ، و أظهرَ لكُم أنَّني لا زلتُ حَيَّة.
لستُ قادرة على ذلك ،أنا عاجزة .
ليسَ لي سوى أن أدفنَ نفسي تحتَ أنقاضِ الحياة ، و أهرب من عيونكم السَّائلة. سئمتُ مشاركةَ الناسِ أفراحهم ، لأعودَ بعدَ الغروب ، إلى سجني ، أعلِّقُ صورةً تذكاريَّةً على جدارٍ أبكم ، آملةً أن يُعلِنَ الفجر القادمُ غيابَ شمسي عن هذه الدُّنيا .
هذه ليسَت دعابة ، هذه أوجاعٌ كُتِبَت بدَمعِ العيون ، بدمعِ العيون.


شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

Enregistrer un commentaire