خلدت للنوم ذات ليلة فرأيت في المنام أنني غراب انتقل بين أعمدة الكهرباء والمباني المهجورة .. رأيت نفسي اسرق الأحلام من أفواه بريئة، وأنقر أياد رطبة لينة نضيفة .. فيسيل منها دم طاهر سيلعنني بقية حياتي .. من الغد حين نزلت للشارع مررت من أمام شاب يضرب أمه العجوز وهي تصيح وتستنجد بي لكنني لم اهتم وواصلت طريقي .. ثم اعترضني طفل عاري يبكي يطلب بضعة ملاليم لكنني لم اشفق عليه ولم اعره اهتماما! في اخر الزقاق كانت فتاة تصرخ ورجلان يغتصبانها مررت قربهما واخرجت سيجارة -كنت اشتريتها منذ قليل وكان البائع قد اخطأ في ارجاع الباقي اعطاني باقي عشرين دينارا وكنت اعطيته عشرة لكنني لم أنبّهه!- طلبت من احدهما "ولاعة"! وانعطفت فوجدت رجلا بعكازتين يشير لمراهق سرق منه هاتفه ان يعيده .. فلما رآني استنجد بي .. المسافة بيني وبين السارق خطوتان وبامكاني القاء القبض عليه .. نفخت اخر نفس من سيجارتي ورميت مابقي منها ثم حدقت في عيني الرجل وواصلت سيري.. قادني الطريق الى مقبرة .. بحثت فيها فوجدت اسمي مكتوبا على احد الاضرحة .. وتحته كُتب "مات هذا الرجل يوم مات قلبه!!"
صباحا استيقظت فزعا اتحسس جسدي فلم اجد اثرا للريش ولا المنقار القبيح! اخذت معطفي ورحت ابحث عن السجائر لكن تذكرت انني اقلعت عنه منذ مدة! فعلمت انني كنت احلم! اخذت فحما وكتبت على حائط البيت هذا الرجل لم يمت بعدُ وقلبه حيّ رغم الجراح!! كلما خفتت فيه نار اشتعلت اخرى! وكلما مات حلم انبثق حلم آخر وامل اخر! هذا القلب لا يموت.. بسهولة! وفي العمر بقية لاحلام اخرى ...
0 comments:
Enregistrer un commentaire