بِـــقَلم المُبدعة : سماح زهرمان


بِـــقَلم المُبدعة : سماح زهرمان


أَحَبِّي الشَّخصَ المناسِب
إيَّاكِ أَنْ تُحِبِّيهِ بَليدًا، لا يَعلو قَلْبَهُ سِوى الغُبار، و لا يَملَئُ رأسَهُ إِلَّا جَريدَةٌ صَبَاحِيَّة، أَحِبِّي رجلًا يمسحُ عثراتِهِ لِأَجلك، ينتظرُ الصَّباحَ لِيقدِّمَ لَكِ باقةَ ورودٍ تشبهك.
إيَّاكِ أَنْ تُحِبِّيهِ مهووسًا بعقلانيَّتِه الجامِدة، لا يَصْلُحُ للنقاشِ ولا لِلْتَنازُلْ، وَ لا أَنْ يكونَ مُفرطًا برومنسيَّته و أشعاره، أحِبِّيهِ مغرمًا بعقلكِ أَنتِ، لا مانِعَ عنده أن يتنازل عن دورِهِ لِيسمعَك، أن يُمْسِككِ بِيَدِ العاطفة قبلَ العقل، أَحِبِّيهِ يا سيِّدتي " عَقلاطِفِيًّا ".
إِيَّاكِ أَنْ تُحبِّيهِ سَجَّانًا لكِ، يَمنعُكِ عن أهلِكِ و أَصدقائِك، و لا أن تهجرَ غيرةُ الحُبِّ قلبهُ هجرًا قاطعًا، أحبِّيهِ متوازِنًا، يَعْلَمُ مواضِعَ غيرتِهِ فيَصُبُّها، و يعْلَمُ ما ليسَ له فيتجَنَّبه.
إِيَّاكِ أَنْ تُحُبِّيهِ رَقمًا قياسيًّا في مغامراتِهِ العاطفيَّة، و لا جَاهِلًا لمْ يسبِق لَهُ أن عاش حُبًّا أو مارس إعجابًا على الأقلّ، أَحِبِّيهِ ثوبًا يحتويكِ بصدقِ و يقاومكِ بِضراوة، لم تُعَفِّر قلبَهُ كثرةُ المحبوبات، و لا غلَّقَت كَيانهُ قلَّةُ العلاقات.

أحِبِّيْهِ يا سَيِّدَتي عَرَبِيًا في المُحافظةِ عليكِ، أَجْنَبِيًّا عن خِيانتِكِ، قُدْسِيًّا في الدِّفاعِ عنكِ، شَرقِيًّا في تفانيهِ لأَجْلِكِ.
أحِبِّيهِ رجُلًا لَيسَ كَكُلِّ الرِّجال.





شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

Enregistrer un commentaire