بِـــقَلم المُبدعة سيرين ( المنسية ) : ضياع
گم من مرة تُعاتبني نفسي العنيدة على ذنب لم أقترفه... گم من مرة عدت و أنا أقول في نفسي ويحك لقد أهملتني كثيرا.. سئمت من العيش في خراب عقلي الذي أذاقني طعم البؤس و الشقاء.. كم من مرة كنت أكتم كل تلك العبارات التي ترتجف بداخلي كطفل يتيم ينام على الحائط.. متاهتي هي ذاكرتي اللعينة التي ترميني أمام أبواب الدهر عاجزة تماما لا أحرك ساكنا.. أنا ذلك الطير الجريح الذي قُتل و دمائه تلطخ جدران غرفتي.. و سر قوتي تگمن في تنظيفه.. أخافني كثيرا يا ترى من الذي سيحميني من نفسي الشريرة التي تغتالني كل ليلة كقبيلة تغتال قبيلة.. أخافني كما أخاف من الموت.. استوطنني الحزن و يأخذني إلى عالم غريب جدا.. كلما خطوت خطوة أجدني أمام باب يعيق لي مساري... أريد أن أرجع الزمن بخطوات و أعود إلى بطن أمي.. و أفكر كيف سأعيش من جديد.. لا أريد أن أكون ضحية أفكاري و الجميع يستحقني كنملة.. يا ليتني بقيت في ذلك الرحم و أضحك كما يحلو لي.. كم أشتاق إلى بطن أمي.. بت رماداا و أنا في تلك المتاهة لا أدري أين هو مخرجي.. تعبت من أن أحيا بلا حياة.. جُل ما أرتده هو أن أعيش مثلما أريد.. لكنني أفنيت عمري وأنا أشتاق إلى نفسي القديمة و أنا الأخرى تنهشني كما تنهش الطيور فريستها... كل أطرافي تخدرت و أصبحت غير قادرة على حمل كوب من الماء.. يا ليتني لم أورط نفسي بكل هذا العذاب.. لو أنني أموت مرة واحدة.. تعبت من أفكاري التي تنقلب علي كل ليلة.. و صارت عبئا على كاهلي.. و كل ذكرياتي تتلمصني بقوة فتسقطني تارة و أقف تارة أخرى.. أخاف أن تغادرني روحي قبل أن أمنحها السعادة التي تستحقها.. أشتاق إلى ضحكاتي التي كانت تنبع من أعماق قلبي.. كم من وددت أن أسأل نفسي عن نهاية هذا الطريق لكنها لم تجبني.. و ابقتني كجثة على قارعة الطريق لا أحد يراها..
0 comments:
Enregistrer un commentaire