بِـــقَلم المُبدعة هاجر
في تلك الليلة بالذات بعد سنين من شفائي من مرض ذكراك ...زارني طيفك الذي اعتقدت أنه غادرني وأعتق قلبي وعقلي معا ليعود لي جنوني الصامت ....ذكراك التي أفقدتني ماتبقى من عقلي كما يقال لي هنا في هذا المشفى الذي أنا على وشك مغادرته ...يعتقدونه جنونا أن أنادي باسمك وأصرخ حتى تتقطع أحبالي الصوتية مترجية اياك أن تعود ثم أستسلم الى سكوني وهدوئي...أجل لقد وعدتني بأن تعود ..قلت لي انتظريني فالحرب لن تطول وسأعود لكي نرتدي الفرحة ...ستعود وعلى كتفك بندقية وبيدك وردة ! الكثير من ورود الياسمين ..اني أشم ريحك فيها... أني أحبها كحبي للوطن الذي غادرتني في سبيله ...
__لقد عدت يا غائبي ..عدت كما وعدتني ولكنك لم تأتني واقفا على رجليك ..لم تأتني كما عهدتك منتصب القامة...لقد جيئ بك محمولا في سرير ...ذاك لم يكن أنت ..لا لست أنت الذي تتخلى عني ...
__ ..إنهم يمنعونني من النظر اليك..انهم يحطمون فؤادي ويريدون أخذك مني دون أن أقبلك قبلة لم أهبها لك وأنت على قيد الحياة..دعوني ألثم جبينه علني بذلك أتشرب من روحه التي غادرتني دون وداع ...ها أنا ذا أراك نائما في ذاك التابوت كطفل صغير وابتسامة بريئة غزلها الحب على وجهك المهشم ..آه يا صغيري كنت قد أخبرتك يوما أني لن أبكي عليك إن مت شهيدا...ولكن أنى لي ذلك وأنت لم تعد بجانبي ...اختفيت من عالمي ..وصرت وحيدة....من سيحكي لي حكايات الوطن وعن أطفال نربيهم على حب الشهادة في سبيله...من سيلعن معي العدو وساعة قدومه لأرضنا الطاهرة ...وعن سماء زرقاء صافية لا يلوثها دخان مدافع ولا أصوات الرصاص...من سيحلم معي بعدك.?..
__سأعود الى المستشفى أداري خيبات جنوني الذي يعلو صخبه بداخلي ...وأدعو أن يعجل الله بقضائه كي ألتقيك فالبعد طال والشوق قطع أوصالي ...
0 comments:
Enregistrer un commentaire