بِـــقَلم المُبدعة ساره: هواجس ليلية



بِـــقَلم المُبدعة ساره: هواجس ليلية



أتقلب للمرة المليون في سريري و أعصر وسادة تكاد تصرخ ببرائتها بين يدي، موجة عالية تضرب سواحل عقلي مجددا فترمي على جوانبه بتلك الأفكار المتعفنة التي سبحت رغم الإشارة الحمراء... صداع في مؤخرة رأسي يرسل تنبيهات بالخطر لباقي الأعضاء النائمين، تتدفق الأفكار بضغط هائل لا أستوعبه، أزفر بكل ما تحتويه رئتاي من أكسجين سيذهب جزء منه لمكان الإعصار، فأحرمه من غذائه لثواني معدودة..
أركز ببصري على ما هو حولي، الأشياء فعلا تبدو مختلفة في الظلام، معطفي يبدو قاتلا مأجورا يترقب موتي الصغير ليخنقني في هدوء، الرسوم على الجدار كالخفافيش وحتى الظلال تظهر و كأنها أشباح متجولة، يخيل إليّ أن تلك العلبة التي أحتفظ فيها بصور إلتقطها عبر سنوات ستفتح فجأة لتظهر منها دمية ضاحكة مخيفة تسيل من فمها الكبير الدماء.
أطرد الهواجس من عقلي فأتطلع لسقف الغرفة وبإصبعي أرسم رقم *ثمانية* في الفراغ... لطالما اعتقدت بأن حياتي ترتبط ارتباطا وثيقا بهذا الرقم... أني من مواليد اليوم الثامن من شهر أوت، في ربيعي الثامن دهستني سيارة و نجوت من الموت بأعجوبة، حزت على المركز الثامن ضمن الناجحين في شهادة البكالوريا على مستوى مقاطعتي و الأهم أنني الابنة الثامنة بعد سبعة إخوة ذكور !
و الساعة الآن تشير إلى 08:08
يا للعجب!
أنقل إصبعي لأحركه في دوائر على الوسادة بجانب كتلة المصائب خاصتي "رأسي"...
اللحظة التالية كنت أغفو مثل الأطفال!... 




شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

Enregistrer un commentaire