بِـــقَلم المُبدع : رشيد مازيغ
عندما أردت أن أكتب لك لم أستطع حمل القلم ليس خوفا أو فرارا منك
إلا أن أناملي كلها تحولت لخمسة أقلام تتسابق في ما بينها لكي تكتب منك كلمة واحدة رغم نفورك مني و قسوتك إلا أنني لم أستطع العزوف عن الكتابة لك، لم يتوقف عزفي لك
بمختلف الحروف الموسيقية في رسائل أكتبها كل ليلة لك ، لم أعلم سر كتابتي لك إلا عند فقدانك الموحش
و مغادرتك الأليمة التي إنفجر لها باطني و عانق فيها العذاب الأبدي كل شيء يسري أو يسبح في فلكي الداخلي
لم أعرف مذاق السعادة سوى في أكلات أكلها بعد جوع عقيم لم أعرف طعم الإبتسامة إلا في أطفال صغار تتغير ملامحي الحزينة لهم إبتسامة رغما عني لرقة برائتهم مثل برائتك التي أحب أن أخبرك بها و أنت تبتسمين
لم أكن أعلم بأننا لن نجلس بجانب البحر مرة أخرى و لن نصطاد سمك " السردين "
مثل كل مرة ، و نعيد بيعه من أجل شراء سمك السلمون الذي تحبينه
لم أكن أعلم أنك ستذهبين و لن تعيدي السباق الأسطوري الذي يجمعنا كل مساء بدراجتينا الهوائية حتى دار السينما
و أن الأخير هو من سيشتري تذكرتين لمشاهدة حياتنا هناك
كل ما يخطوه حرفي ليس وهما أو كذبا أو حقيقة بل هو مجرد روح تريد معانقة ماضيها
بأبسط حروف يقرؤها معظمكم ويكتشفوا مقدار الحب الذي كان يجمع شخصين أصابهما الفراق
برصاصة قسوة حطمت أوتار العشق في قلبيهما
لا نريد لا نقدكم ولا شفقتكم ولا نظرتكم للأحداث كأنها أحداث مؤلمة ومؤسفة أو مزعجة تأخذ من وقت قرائتكم
بل نريد منكم إرتداء بدلة الإحترام و الغوص في الأعماق لإكتشاف سر ما كتب
فالأصبع الواحدة تحولت لقلم و خطت حروفا تلملمت من رحم الدمع الأزلي
لشخص تحطمت آماله ليس في الحياة
بل في العشق المحرم
الذي حرمني من الحب والهوى والغرام.. والود بمختلف أسمائه الرائعة في نظركم
حسنا
لقد شطرتني الحياة لنصفين نصف يحبها و نصف يتعذب من أجل النصف الذي يحبها
حب و عذاب في قميص بؤس أبيض تحول لقميص صلاة أسود طهرته الطاعات الزاهدة لثوب حداد أبيض على روح غرقت في بئر الخطيئة
0 comments:
Enregistrer un commentaire