بقلم : بهاء الدين ممو
مراجعة رواية حديث النجوم للكاتب ايمن العتوم
بعد رحلتي مع رواية يسمعون حسيسها قررت قراءة جميع أعمال الكاتب أيمن العتوم ،كانت محطتي حديث الجنود، كان في قرارة نفسي أنّه مهما كتب العتوم لن يصل لمرحلة الإبداع الذي وصله في روايته يسمعون حسيسها ،لكن الواقع جاء مخالفا للظنون فكل إبداع لهذا الكاتب يفوق ما قبله ،فكل حرف كتبه في هذه الرواية كان يقطر جمالا وإبداعا .
إستغرقت حوالي شهر لقراءة هذه الرواية ،ليس لطول أحداثها إنّما لجمالية الرواية وحبكتها فكل مشهد وكل حدث وكل كلمة وكل حرف يدعوك لتتأمل وتتفكر بأي حبر كُتبت هذه الرواية، تجعلك تعيش أحداثها بكل جوارحك ،تنتابك مشاعر وأحاسيس الكاتب الجيّاشة وكأنك بطل من أبطال روايته.
تحكي الرواية عن مجموعة شباب نهضوا يصنعون فجرهم بأيديهم، حملوا مشاعل الإنتصار بعد عقود من الظلم والإستبداد الذي تعرضوا لهم من طرف رئيس جامعتهم وزبانيته ،بفرض رسوم تدريب في الجامعة ليقرروا القيام بوقفات إحتجاجية ضد هذه القرارات الجائرة فتتدخل الحكومة لإخماد ثورتهم كانوا كماكينة تنهش لحومهم وتفتك بعظامهم ،ليستهشد من إستشهد ويعتقل وإعتقل ليكتبوا صفحة مشرقة في تاريخ إربد الأردنية.
ولا ننسى المخلصة نعيمة التي أسكنت بطل الرواية ورفاقه في روف بيتها لتحتضنهم وتحتضن ثورتهم ،لتعطيهم دروس في الوفاء ،وفاءها لزوجها طيلة ثلاثون سنة الذي إستشهد في طلعة للقوات الجوية الأردنية ،لتصبح روحه تجالسها طوال حياتها ،لتعيش على أسى ذكرياتها فتغالبها الدموع والشوق والحنين..
0 comments:
Enregistrer un commentaire