بِـــقَلم المُبدعة توليب : وهم السؤال
في هذه الغرفة أجلس وحيدة كالعادة، أحاول السيطرة على فكري وما يدور فيه، مئات الأسئلة المبهمة تشغلني. فالبنسبة لي كل شيء حولي هو جواب لسؤال ما بطريقة ما، من أنا؟ بم أشعر، هل أنتمي إلى الحقيقة أم أني مبهم؟؟
أتساءل عن الدهشة، الجنون.. التفاصيل الصغيرة التي تشكلني، حتى جارنا المسن الذي توفيت زوجته الشهر الماضي أجد نفسي اتساءل كيف يقاوم وحدته من دونها، أتساءل عن الوهم، الخيال، الرغبة، الكلمات المبهمة في النصوص المنسية، قافية الأشعار، الرسائل الوردية، الشجرة المسنة في الغابة، المحيطات الحزينة والليل الكئيب، الزاوية المنطوية في غرفتي، تلك الفاصلة بين شخصين يرفضان الاعتراف بالحب لبعضهما، أتساءل عن الأوطان والمدن المنسية، الأنهار الجافة !!
أتساءل عن النظرات المسروقة والقبل اللذيذة، الشامة التي تعانق خدي وقلبي الذي يرفض الخضوع لجنون الحب.. أتساءل عن كل الأشخاص الذين مروا من خلالي، الألحان والأغاني التي توقف الناس عن ترديدها، ذلك البيانو الأنيق وذاك الناي الحزين.. تلك المعلمة التي قالت لي يوما بأني فتاة ذكية وذلك الشاب الوسيم الذي لمحته ذات مرة يسترق النظر إلي أثناء الدرس ...تمضي هكذا اللحظات وتتركني فريسة للسؤال ووهم الجواب، أحاول فتح كتاب علني أجد أجوبة لكل هذا.. تشغلني تلك الحروف التي أخاطها ذلك الكاتب في ثوب نص كئيب وأجدني مرة أخرى أتساءل هل يناسب مقاس النص مقاس فكري ....!؟
أفتح نافذة الغرفة لأمرر ولو القليل من الحياة داخلي، ألمح السماء مرفوعة بغير عمد قبل أن أتساءل عن السبب تخطف مني السؤال وتسألني عن هذا البرود الذي يكسو وجهي، كيف لي القدرة على إخفاء الثوران الذي يحدث في جوفي والأمواج العنيفة التي تتكسر في كل الاتجاهات داخلي
يتبادر الآن في ذهني سؤال جديد، هل السماء مثلي؟ تعاني من وهم السؤال !؟ أم أنها تشفق علي فقط، لا لا. ربما ما يعلو ملامحي يستوجب السؤال حقا ويثير الحيرة في الناظرين أو أنني سؤال بحد ذاتي
0 comments:
Enregistrer un commentaire